تكلَّم رسول المحبة يوحنا الحبيب عن المحبة في الأصحاح الثالث من رسالته الأولى قائلًا: "بِهذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ: كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ. لأَنَّ هذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 10، 11). مؤكِدًا الكلام أن المحبة بالفِعل هي أساس كل شيء حسن، وأساس كل فضيلة. فالستر على العيوب يتميَّز به الله الذي نشكره في كل وقت، لأنه سترنا وأعاننا وأتى بنا إلى هذه الساعة.. فالله كما يستر على عيوبنا يجب أن نَتَمَثَّل به، لأن الرسول بولس يُطالِبنا في قوله: "كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 1). نتشبَّه بخالقنا في سترنا على خطايانا وضعفات بعضنا البعض، كما يستر الله علينا. فلا يوجد إنسانًا كامِلًا وليس به عيوب، فإن سترنا على بعضنا البعض يستر علينا الله أيضًا..
ولنلاحِظ الفارِق الكبير بين الستر على الخطايا والتستر على الأخطاء. فتوجد أخطاء في العمل أو الحياة العملية اليومية لا يجب التستر عليها، وإلا نكون قد اشتركنا في فِعلها، مثل الرشوة والتزوير وعدم الأمانة في العمل.. فالبعض يحدث عنده خلطًا في المفاهيم.
فعلى سبيل المِثال مَنْ يتستَّر على موظفًا مرتشيًا، لا يقوم بأي عمل إلا بمقابل مادي (أو ما تساوَى معه)، وذلك لادعائه الكاذِب أن الحياة صعبة والدَّخْل قليل، ويجب أن أسعى لزيادة دخلي ليلاءم الاحتياجات المطلوبة، ولِسَد كل متطلبات الحياة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. هذا مفهوم خاطئ لِمَنْ يفعل هكذا، لأن الجميع يعرفون خطورة هذا الفِعْل وما أحدثه من فساد للمجتمع بجملته.. فأصبحت الوظائِف اليومية (الحيوية) التي من الواجِب عليها تسهيل الإجراءات لعامة الشعب، يُسَيْطِر عليها بعض المُرْتَشين الغير أُمناء في عملهم، ويوقِفون كل شيء بحق أو بدون وجه حق. ويُجْبَر الإنسان على هذا الفِعل الرديء اضطرارًا لتخليص مصالحه المُعَطَّلة بدون سبب.
† † †
Our Facebook page http://www.facebook.com/copticmix
Our Twitter page http://twitter.com/Coptic_Mix
Our Youtube Channel http://www.youtube.com/copticmix
- التصنيف
- أخبار مسيحية