تدور أحداث الفيلم المصري “122” في قالب تشويقي وإثارة أكثر منها للرعب، كما أعلن عنه أصحاب الفيلم في الحملات التسويقية الضخمة له، باعتباره أول فيلم عربي يُصنع بتكنولوجيا 4Dx، لمخرجه ياسر الياسري، والذي أطلقت عروضه محليا استديوهات أبو لغد/ الشبكة العربية للإعلام وشركة “ستارشب”.
الياسري الذي يعد أول مخرج عراقي يعمل من خلال صناعة السينما المصرية، يشارك في بطولة فيلمه عدد من النجوم المصريين هم: طارق لطفي، أحمد داود، أمينة خليل، أحمد الفيشاوي، ومحمد ممدوح ومحمد لطفي كضيفي شرف، وهو من تأليف صلاح الجهيني.
أحداث الفيلم تدور في ليلة واحدة، تحمل في طياتها مغامرات كثيرة تقع في هذه الليلة، لزوجين تعرضا لحادث وتقودهما الصدفة لمستشفى مشبوه، يختبران به رعبا كبيرا إثر وجود عصابات تقوم ببيع الأعضاء وسرقتها وجرائم قتل وعنف.
الفيلم ينتمي لفئة الإثارة، فيما قدمه صانعه كـ”فيلم رعب”، ولكنه مزيج بين الاثنين، وعلى غرار أفلام هوليوود في تسلسل الأحداث من خلال الكادر والمشاهد والمكان والعناصر التشويقية والتفاصيل التي لم ترتبط بالمكان، وهو هنا دولة مصر، على الرغم من تجريد الأحداث من كل شيء يربطها في المكان والزمان.
كما أن طبيعة الأحداث في الفيلم تولد تساؤلات عديدة أبرزها: “أين الترابط؟، كيف يعقل أن يحدث هذا؟”، بمعنى أن المنطق يغيب عنها، في حين أن الأصل بأن أي فيلم تشويقي به إثارة تترابط الأحداث وتكون مفسرة، وهو ما يحفز الأدرينالين لدى المشاهد ويعلقه به، خاصة عندما تكون المشاهد مرتبطة بخوف أو مفأجاة غير مرتقبة أو مشهد حاد.
وما حصل في “122” كان العكس تماما؛ حيث التلاعب بالصدف، وبدت مريبة وأفقدت الفيلم منطقيته، فعندما تحدث صدفة وفي أي عمل تكون لمرة واحدة، لكن فيلم “122” كررها أكثر من مرة، ما غيب تأثير الصدف، وأصحبت عنصرا قابلا للتنبؤ، لذا فإن بناء الفيلم جمع بين دراما رومانسية تحولت لفيلم مطاردات وجريمة، بالاعتماد على قضية حيوية هي “التجارة بالأعضاء”.
ومن أبرز تلك التفاصيل مشاهد الإصابات لبطلة الفيلم أمنية (أميمة خليل)، التي خدوشها بدت أقل من حجم إصاباتها بالحادث، ومن ثم وجود نصر “أحمد داوود” أربع ساعات في المشرحة بدون اكتشاف أنه على قيد الحياة، إضافة لتفاصيل أخرى مثل الهاتف “الايفون” الذي لا يملك قفلا، وضربات موت قاضية لم تتسبب بقتل الضحية، بل ينهض وبدون أي إشارة لكدمات خلفها قتال عنيف ومطاردات غير منطقية في المستشفى الفارغ بدون أن يسمعها باقي الكادر الطبي المناوب.
“122” الذي يقال إنه فيلم رعب ليس الأول في السينما المصرية؛ حيث إن فيلما من هذا النوع يعتمد بشكل كبير على استشارة مشاعر الخوف والاستنفار، لدى المشاهد والتعامل مع مخاوف بأسلوب مفاجئ، وهدفه الرعب بالأساس، فهنالك أفلام سبقته منها: “سفير جهنم” (1945) للرائع يوسف وهبي، “أنياب” (1981) لأحمد عدوية وعلي الحجار، “الإنس والجن” (1985) لعادل إمام ويسرا، “التعويذة” (1987) ليسرا ومحمود ياسين، “أحلام حقيقية” (2007) لخالد صالح وحنان ترك، “كامب” (2008) لمحمد الخلعي وياسمين جمال، “وردة” (2014).
“122” الذي ستتم دبلجته في بوليوود، ليكون أول فيلم عربي يحقق هذا، يعد تجربة جديدة لمخرجه الياسري في ثاني فيلم له بعد “في الوقت الضائع”، وفي الوقت ذاته يضع المشاهد أمام نوع جديد من الإنجازات الشبابية للمخرجين العرب في الإبداع والإخراج، بعيدا عن الأفلام التي اعتادوا تقديمها، ويبقى الحكم في النهاية للمشاهد ذاته.
فيلم 122 فيلم الإثارة واللامنطقية في تسلسل الأحداث
- التصنيف
- افلام