الاخبار

فيديو مؤلم من داخل القناة: صدمة العاملين بمقر الجزيرة بعد خبر استشهاد #شيرين_ابو_عاقله

 يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، وإصابة زميل لها، بعد إصابتهما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، خلال تغطيتهما اقتحام تلك القوات مخيم جنين.

 

يؤكد المركز أن استهداف الصحفيين هو جريمة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وإن ما حدث سياسة إسرائيلية متبعة لإخراس الصحافة يمارسها الاحتلال، ويرصدها المركز منذ عقود لطمس الحقيقة وتغييب الرواية الأخرى التي تفضح جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. 

 

ووفقا لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 6:30 صباح اليوم الأربعاء، الموافق 11/5/2022، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين، وحاصرت منزل عبد الله الحصري، الذي سبق أن قتل في المخيم.  وخلال عملية الحصار وقع تبادل إطلاق النار بين مقاومين فلسطينيين وجنود الاحتلال الذين يحاصرون المنزل المذكور. وفي أعقاب توقف إطلاق النار وبحدود الساعة 6:45 صباحاً، استهدفت قوات الاحتلال بشكل مباشر الصحفيين الذين يغطون الأحداث داخل المخيم تحديدًا بالقرب من مصنع للحجارة، وكانوا يرتدون ملابس مميزة لعملهم الصحفي بما في ذلك ستر وخوذ واقية. أسفر إطلاق النار عن إصابة الصحفية شيرين أبو عاقلة، 51 عاماً، مراسلة قناة الجزيرة الفضائية، بعيار ناري في الرأس، والصحفي علي صادق سليم سمودي،55عاماً، وهو يعمل كمنتج مع الجزيرة، بعيار ناري في الظهر.  نقل المصابان إلى مستشفى بن سينا في مدينة جنين، وفي حدود الساعة 7:15 صباحاً، أعلنت الطواقم الطبية في المستشفى وفاة الصحفية أبو عاقلة متأثرة بجراحها.

 

ووفق المعطيات التي جمعها طاقم المركز، فقد أصيبت الصحفية شيرين أبو عاقلة وهي ترتدي سترة واقية زرقاء تميز عمل الصحفيين ومكتوب عليها press، وكذلك ترتدي خوذة مكتوب عليها press، وأطلقت قوات الاحتلال التي كانت تنتشر في المنطقة ويعتلي بعض قناصتها أسطح عدد من المنازل، النار تجاهها، ما أدى إلى إصابتها بعيار ناري أسفل الأذن، أي في المنطقة الوحيدة التي لا تغطيها الخوذة، ما يؤشر لوجود عملية تعمد في إصابتها بمنطقة قاتلة.

 

وفي بيان للناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، افخاي ادرعي، قال: “يتم التحقيق في إمكانية تعرض صحافيين لإطلاق نار قد يكون مصدره مسلحون فلسطينيون. يتم التحقق في الحادث”.

 

غير أن شهود العيان والصحفيون الذين كانوا في المنطقة، أكدوا أنه لحظة استهداف شيرين أبو عاقلة لم يكن هناك أي تبادل إطلاق نار مع مسلحين فلسطينيين، وأن إطلاق النار الوحيد كان من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

إن استهداف الصحفية شيرين أبو عاقلة وزميلها علي سمودي رغم ارتدائهما السترة الواقية والمميزة لعمل الصحفيين، بل وتعمد قناصة الاحتلال توجيه الإصابة إلى المنطقة غير المحمية من الخوذة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن جنود الاحتلال لديهم أوامر أو على الأقل تصريح بإيقاع خسائر بشرية وردع الصحفيين عن تغطية جرائم الاحتلال، وهو أمر سبق أن تكرر عدة مرات.

 

وتأتي هذه الجريمة في سياق استهداف الصحفيين، حيث وثق المركز خلال العام الماضي، (150) انتهاكاً بحق الصحفيين والطواقم الإعلامية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بينها مقتل صحفي جراء قصف منزله بمدينة غزة، خلال العدوان على غزة.  كما أصيب خلال العام (40) صحفياً خلال تغطيتهم الأحداث.

 

وبمقتل الصحفية أبو عاقلة، يرتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا برصاص الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ سبتمبر عام 2000 إلى (25) صحفياً، (23) منهم فلسطينيون واثنان أجنبيان.  قتل في الضفة الغربية (8) صحفيين، بينهم صحفي إيطالي، وقتل في قطاع غزة، (17) صحفياً، بينهم صحفي بريطاني.

 

يحث المركز الأطراف الدولية ذات العلاقة سيما الاتحاد الدولي للصحفيين وآليات الأمم المتحدة لتعزيز حماية حقوق الإنسان، وخاصة المقررين الخاصين لكل من الحق في حرية التعبير والحق في التجمع السلمي، بالعمل على رصد الانتهاكات والخروج بالموقف المناسب من هذه الأحداث، وخاصة فيما يتعلق بالاستهداف المباشر للصحفيين.

 

ويدعو المركز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، ولجنة التحقيق الدولية لزيارة الأرض الفلسطينية المحتلة واتخاذ موقف علني واضح وصارم من جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الصحفيون، كونها جرائم مستمرة ومتكررة.

 

ويحث المركز المحكمة الجنائية الدولية على فتح صفحة إلكترونية خاصة لاستقبال الإفادات والشكاوى والفيديوهات وشهود العيان كما حدث في أوكرانيا. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى