الملفقاتي.. قصة حقيقية بقلم: أ/ علاء عقيل
قصة حقيقية.. يكتبها لكم : أ/ علاء عقيل (ضابط مباحث و مكافحة مخدرات سابق)
فالمعارضة لم تكن على القدر الكافي من تحمل المسؤلية ولم تكن مخلصة لمصر بما يكفي بقدر اخلاصهم لانتماءاتهم الحزبية او السياسية او الواجهه الدينية ومن الناحية الأخرى لم يتحمل السادات نفسه المعارضة وضاق بها ذرعا فقد تربى ونشا على الحكم الشمولي ومع الوقت
استقر الأمر على عودة الامور تدريجيا لما كانت عليه حتى كان عصر مبارك واستقر الوضع على ضرورة وجود الشكل الديمقراطي وهذا ليس لتلبية رغبة الشعب في التمتع بالحرية والديمقراطية وانما كانت لمخاطبة الخارج ومنع ضغوطه المستمرة ووجدت ما يسمى بالمعارضة الكرتونية
وهي اشبه ما تكون بالكومبارس الذي يعمل دائما لتلميع البطل الاوحد للعمل ثم جدت على الساحة السياسية حالة جديدة للمعارضة وهي عارض وهاجم الوزراء والحكومة كما تشاء ولكن الرئيس خط احمر وبدأت الجرائد الحزبية في الظهور والانتشار وعلى راسها جريدة الوفد والتي لاقت رواجا
خاصة بعد ان وجد بها باب العصفورة والتي تخصصت في عرض فضائح وأخطاء لوزارة الداخلية تحديدا حتى انك كنت تستشعر ان زكي بدر وزير الداخلية في حينه هو نجم الشباك للجريدة وكان الناس يمروا ليلا على بائعي الصحف لسؤالهم الوفد نزلت ثم يقوموا بشراء الوفد والاهرام او الوفد والاخبار او الوفد والجمهورية .
استمر الوضع هكذا لفترة وبدأت العصفورة في التوحش وبدت لها أنياب ضد زكي بدر تحديدا
وهو متجاهلهم الى حد كبير الا ببعض المواقف يرد بقسوة وسخرية
في رأيي الشخصي الذي لا قيمة له والذي لا يستند على اي معلومة ان زكي بدر كان هو العصفورة بذاتها
ولكن ليست العصفورة الناقلة للأخبار وإنما العصفورة التي ينشغل بها الناس حتى يظل الحاكم في منأى من المعارضة والهجوم فكل التركيز مع زكي بدر
كان زكي بدر كالدوبلير الذي يتلقى الضربات بدلا من البطل
ولكن بعد توحش العصفورة وسيل أخبار العصفرة ضد زكي بدر ووزارته كان لابد من وقفة حازمة
كان ايمن نور صحفي معارض نشيط ببداية طريقه وكان هو محرر العصفورة على حد علمي
واصدر زكي بدر تعليماته بكشف اكاذيب العصفورة امام الجميع
وبالفعل عن طريق اجراءات قانونية سليمة تم تسجيل فيديو لحوار لأيمن نور مع شخص مفترض انه صحفي خليجي معارض يريد ان يستفيد من خبرة العصفورة
تم عرض هذا الفيديو على مجلس الشعب لفضح أيمن نور والعصفورة وما يهمنا من الحوار هو ان الصحفي الخليجي بعدما ابدى إعجابه الشديد بأيمن نور تساءل
انا ممكن اجيب اخبار عن الفضائح خصوصا التعذيب في الاقسام لكن ما اقدرش اعمل زيك واجيب صور تثبت التعذيب وهنا ضحك ايمن نور.. سعيدا بقدراته وعبقريته واجاب بالرد الكارثي :
انت راجل طيب هو انت فاكر ان اثبات التعذيب والصور اللي بنعرضها سليمة
انا هاقولك :
طبعا الراجل اللي بننشر انه اتعذب مابيكونش فيه اي اصابات فـ احنا عندنا عملة فضية اسمها البريزة يعني عشر قروش
نمسكها جامد ونمشيها على ظهر الراجل بتاعنا… تسيب خط احمر شبه ضربة الكرباج بالظبط ونصورها وننشرها
ايمن نور يشرح بالتفصيل كيفية تلفيق الادلة ضد الشرطة صوت وصورة
انقلبت الآية والشرطة المتهمة دائما بتلفيق التهم جاء أيمن نور ليقوم بالتلفيق لها
بعد عرض الفيديو بالبرلمان ثار نواب المعارضة لشعورهم بقوة الضربة للمعارضة
في تلك الليلة علم أيمن نور بالأمر وتم نقله لمستشفى مصر الدولي لاصابته كما ادعى حينها بأزمة قلبية والله أعلم
بعد عدة ايام كنت مدعو لعشاء عند احد الأصدقاء وعند وصولي كان كل المتواجدين اصدقاء معروفين لي ماعدا شخص واحد كانت زوجته معروفة لي لانها مذيعة في التليفزيون المصري
وعرفني صديقي على زوجها قائلا استاذ ايمن ولم يكمل اسمه ولم يكن مشهورا او معروف شكلا في حينه ثم تعجبت ان صديقي حين عرفني على ايمن قال له استاذ علاء ولم يقل له المقدم علاء ولكني لم اهتم
امضينا سهرة لطيفة خيم عليها المرح خاصة من جميلة زوجة ايمن نور في حينه وكان ايمن قليل الكلام
يكتفي دائما بالابتسام وفي منتصف السهرة من خلال الحديث مع احد الاصدقاء المتواجدين اظهر صديق انني ضابط وهنا ابتسم صاحب الدعوة وقال كدة بقى اعرفكم صح وعرف ايمن نور بي ثم سألني انت مش عارف ايمن فقلت له لأ اول مرة نتقابل قال بابتسامة ده أيمن نور لفت انتباهي الاسم لكني لم اعرفه
فكررها صديقي أيمن نور حزب وجريدة الوفد وهنا عرفته ووجدت على وجهه علامات من عدم الرضا لا يستطيع اخفاءها وهنا بدأ ايمن نور يوجه لي الحديث ما رأيك في زكي بدر بدأت بالمدح به كوزير وقبل أن أكمل قاطعنا صاحب الدعوة قائلا لا انتوا هتدخلونا في السياسة يللا العشاء جاهز
وبالفعل انتهت السهرة دون ان اتناقش مع ايمن نور في امور السياسة دائما اتذكر هذه الليلة وانعي حظي انني لم اتحدث معه في هذه الليلة حتى اكون صورة عن رجل لا اتفق مع ميوله السياسية ولكن لا ننكر أنه مؤثر على الساحة السياسية ولكن تبقى صورته التي فضحها زكي بدر صحفي ملفقاتي
والغريب في هذه القصة امر الصحفي الخليحي الذي فتح له ايمن نور مغارة علي بابا دون حتى ان يقول افتح يا سمسم كيف وقع ايمن ضحية له بهذه السهولة وهل هو حقا صحفي خليجي بالفعل ام انه ضابط أمن دولة؟
حقيقة لا أعلم
رحم الله زكي بدر كان يجيد استخدام أدواته ويواجه الاكاذيب بفضحها…